5/21/2016

ليلة براءة ليلة النصف من شعبان خلاصات في ثبوت فضلها وإحيائها


ليلة براءة
ليلة النصف من شعبان
خلاصات في ثبوت فضلها وإحيائها

⁠⁠⁠مسألة فضيلة ليلة النصف من شعبان، وماذا يثبت في فضلها، هي مما اختلف فيه علماء الأمة، وخلاصة المسألة هو ما يأتي:

1- فيما يخص مسألة ورد في فضل هذه الليلة عدة أحاديث، منها:

أولاً : حديث معاذ بن جبل " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن " . وهو ضعيف لاضطرابه.

ثانياً : حديث عائشة " إن الله – عز وجل – ينـزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب " وهو ضعيف لاضطرابه وإرساله.

ثالثاً : حديث عبد الله بن عمرو " يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحنٍ وقاتل نفس " ضعفه عدد من العلماء وحسنه آخرون.

رابعاً : حديث أبي بكر الصديق" ينـزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء ، أو مشرك بالله " وهو كذلك شديد الضعف.

ولكن لما اجتمعت هذه الأحاديث -وغيرها- على معنى أفضلية هذه الليلة، رجح كثير من العلماء فضلها، وأخذوا بالأحاديث، واستحسنوا العبادة فيها لأنها نتدرج في فضائل الأعمال التي لا تخالف السنن الصحيحة. ومن هؤلاء العلماء ابن حبان ، والمنذري في الترغيب والترهيب ، والبيهقي، وكذلك لابن تيمية كلامٌ يدل على قبول ما ورد في فضائلها ، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة، والألباني أيضا.

وهو قول الحنفية أيضا: قال الشرنبلالي في حاشيته على ملا خسرو: (1/ 117): "وَمِنْ الْمَنْدُوبَاتِ إحْيَاءُ لَيَالِ الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ وَلَيَالِيِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَالْمُرَادُ بِإِحْيَاءِ اللَّيْلِ قِيَامُهُ". وانظر أيضا البحر الرائق لابن نجيم (2/ 56).

وهو قول الشافعية أيضا: قال الشافعي: بلغنا إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي رَجَبٍ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ. انظر الأم للشافعي (1/ 264) والمجموع شرح المهذب للنووي (5/ 43).

2- أما ما ورد من آثار في طريقة العبادة فيها وتخصيص عبادة معينة فيه فلا يصح منه شيئ. وعلى ذلك نص المحدثون والفقهاء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: العيني الحنفي الذي قال في البناية شرح الهداية متابعا المحدثين: (2/ 522) : الصلاة في ليلة النصف من شعبان ... ليس فيها حديث يصح عن رسول الله.

وخلاصة الأمر ومتابعة لقول كثير من الحدثين ولقول أئمة المذهب الحنفي والشافعي، فالعبادة -مطلقا- في هذه الليلة مستحبة، وفضلها يثبت بمجموع هذه الأحاديث، والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق