ليلة براءة
ليلة النصف من شعبان
خلاصات في ثبوت فضلها وإحيائها
مسألة فضيلة ليلة النصف من شعبان، وماذا يثبت في فضلها، هي مما اختلف فيه علماء الأمة، وخلاصة المسألة هو ما يأتي:
1- فيما يخص مسألة ورد في فضل هذه الليلة عدة أحاديث، منها:
أولاً : حديث معاذ بن جبل " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن " . وهو ضعيف لاضطرابه.
ثانياً : حديث عائشة " إن الله – عز وجل – ينـزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب " وهو ضعيف لاضطرابه وإرساله.
ثالثاً : حديث عبد الله بن عمرو " يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحنٍ وقاتل نفس " ضعفه عدد من العلماء وحسنه آخرون.
رابعاً : حديث أبي بكر الصديق" ينـزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء ، أو مشرك بالله " وهو كذلك شديد الضعف.
ولكن لما اجتمعت هذه الأحاديث -وغيرها- على معنى أفضلية هذه الليلة، رجح كثير من العلماء فضلها، وأخذوا بالأحاديث، واستحسنوا العبادة فيها لأنها نتدرج في فضائل الأعمال التي لا تخالف السنن الصحيحة. ومن هؤلاء العلماء ابن حبان ، والمنذري في الترغيب والترهيب ، والبيهقي، وكذلك لابن تيمية كلامٌ يدل على قبول ما ورد في فضائلها ، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة، والألباني أيضا.
وهو قول الحنفية أيضا: قال الشرنبلالي في حاشيته على ملا خسرو: (1/ 117): "وَمِنْ الْمَنْدُوبَاتِ إحْيَاءُ لَيَالِ الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ وَلَيَالِيِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَالْمُرَادُ بِإِحْيَاءِ اللَّيْلِ قِيَامُهُ". وانظر أيضا البحر الرائق لابن نجيم (2/ 56).
وهو قول الشافعية أيضا: قال الشافعي: بلغنا إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي رَجَبٍ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ. انظر الأم للشافعي (1/ 264) والمجموع شرح المهذب للنووي (5/ 43).
2- أما ما ورد من آثار في طريقة العبادة فيها وتخصيص عبادة معينة فيه فلا يصح منه شيئ. وعلى ذلك نص المحدثون والفقهاء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: العيني الحنفي الذي قال في البناية شرح الهداية متابعا المحدثين: (2/ 522) : الصلاة في ليلة النصف من شعبان ... ليس فيها حديث يصح عن رسول الله.
وخلاصة الأمر ومتابعة لقول كثير من الحدثين ولقول أئمة المذهب الحنفي والشافعي، فالعبادة -مطلقا- في هذه الليلة مستحبة، وفضلها يثبت بمجموع هذه الأحاديث، والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق