9/02/2015

أدب العالم والمتعلم، بين نبي الله موسى والعبد الصالح








أدب العالم والمتعلم، بين نبي الله موسى والعبد الصالح:

في الآية الآتية يوجد عشرة آداب:

قال تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66].
1- جعل نفسه تبعاً له لأنه قال : {هَلْ أَتَّبِعُكَ} .
 

 2- استأذن في إثبات هذا التبعية فإنه قال هل تأذن لي أن أجعل نفسي تبعاً لك.
 

 3- أنه قال (على أن) : وهذا إقرار له على نفسه بالجهل وعلى أستاذه بالعلم.
 

 4- أنه قال : {تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ} وصيغة (من) للتبعيض فطلب منه تعليم بعض ما علمه الله ، وهذا أيضاً مشعر بالتواضع.
 

 5- أن قوله : {مِمَّا عُلِّمْتَ} اعتراف بأن الله علمه ذلك العلم.
 

 6- أن قوله : {رَشَدًا} طلب منه للإرشاد والهداية.
 

 7- أن قوله : {تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ} معناه أنه طلب منه أن يعامله بمثل ما عامله الله به وفيه إشعار بأنه يكون إنعامك علي عند هذا التعليم شبيهاً بإنعام الله تعالى عليكً.
 

 8- أن الاتباع في قوله {هَلْ أَتَّبِعُكَ} يدل على أنه يأتي بمثل أفعال ذلك الأستاذ لمجرد كون ذلك الأستاذ آتياً بها. وهذا يدل على أن المتعلم يجب عليه في أول الأمر التسليم وترك المنازعة والاعتراض.
 

 9- أن قوله : {أَتَّبِعُكَ} يدل على طلب متابعته مطلقاً في جميع الأمور غير مقيد بشيء دون شيء.
 

 10- أنه قال : {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن} فأثبت كونه تبعاً له أولاً ثم طلب ثانياً أن يعلمه وهذا منه ابتداء بالخدمة ثم في المرتبة الثانية طلب منه التعليم. كما أنه لم يطلب على تلك المتابعة على التعليم مالاً ولا جاهاً، ولا غرض له إلا طلب العلم.
 

 (عن تفسير الرازي، بتصرف يسير).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق